النصـرانيــة فـي فرســان
يوجد في فرسان جبل يعرف بـ ( جبل كنيسة ) والأثر الموجود عليه بأنه من بقايا النصرانية، حيــث كان بها وجود برتغالي إبان القرن الرابع عشر الميلادي.
تشكل جزيرة فرسان والمجـمـوعـة التابعة لها أرخبيلا من الجزر المتناثرة المتقاربة تقع في الطرف الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر وعلى بعد خمسين كيلا إلى الجنوب الغربي من مدينة (جازان) في مملكتنا العربية السعودية وعلى بعد يزيد عن مائة كيل تقريباً عن الساحل الغربي للبحر الأحمر والمطل على البر الأفريقي حيث تقـابلـهـا على ذلك الجـانب (جـزائـر دهلك) ذات البـحـار الغنية بمصـايد (اللؤلؤ) والتي كانت في يوم من الأيام مـصـدراً من مـصـادر الرزق لسكان جزائر فرسان ومدينة جازان وكذلك سكان المدن الساحلية اليمنية، حيث يزاولون مهنة الغوص بحثاً عن اللآلئ في المصايد الواقعة بالقرب من شواطئ تلك الجزر كما قدمنا، كما يزاولونه على شواطئ فرسان نفسها والتي ما تزال غنية بمزارع المحار الطبيعية حتى يومنا هذا
نجد أن جزر فرسان تغلب على أرضها الشعاب المرجانية والقـواقـع والكائنات البحرية المتحجرة، وذلك يدل بـوضـوح على أن هذه الجزر كانت حتى عهد قريب (جيولوجياً) تحت مياه البحر وأن عمرها الجيولوجي عمر حديث. والذي يمعن النظر في طبيعة أرض جزيرة فرسان بالذات يجد أن بعض الأماكن أحدث عمراً من البعض الآخر كما هو الحال في المساحات الممتدة من منطقة (الباطنة) الواقعة شرق قرية ( القصار ) إلى ساحل ميناء ( الخور ) وكما هو الحـال أيضاً في الجزء الواقع جنوب ساحل ميناء ( القبر ) وهذا يعني أن هذه الجزر قد ظهرت صغيرة ثم اتسعت تدريجياً وبمرور الزمن حتى أصبحت على ماهي عليه اليوم ومن يدري فلربما تتسع مستقبلاً بشكل غير ملحوظ ولكن ذلك قد يصبح واضحاً بعد تعاقب مئات أو آلاف السنين.
أمام عهد الامبراطورية العثمانية فإننا سنجد آثارها مازالت باقية ففي جنوب مباني البلدة توجد منطقة (العرضي) وهي عبارة عن مجموعة بنايات مستديرة أو مستطيلة الشكل كان الجنود العثمانيون يتخذونها معسكراً لهم وقد تحولت هذه الثكنات وبالاً على العثمانيين أنفسهم خلال الانتفاضة التي انتفضها العرب على الحكم التركي حيث قاوم الفرسانيون هذا الحكم وحدثت معركة بينهم وبين الجنود العثمانيين أسفرت عن مصرع خمسة وعشرين جندياً من الجيش العثماني مقابل مواطن فرساني واحد من (بنو مـهـدي) وذلك لأن الفرسانيين كانوا يقاتلون مختبئين في تلك الثكنات في الوقت الذي كان فيه الجنود العثمانيون يقاتلون في العراء لأنهم قادمون من سفنهم الراسية في ميناء (جنابه) الأمر الذي جعل هؤلاء الجنود يطلبون النجدة من حكومتهم لاسلكياً لولا أن الأمر انتهى بالوساطة والصلح ثم التسليم للدولة العثمانية حتى نهايتها من كل البقاع التي كانت تسيطر عليها .
أعــرف أكــثروجود قواقع وأصدافاً وهــياكل عظمية تدل على تجمع سكاني يعود ما بين ( 5500 - 6000 ) سنة
وجود نقوش أثـرية في قرية القصار تعود إلى عــام 120م و 144م
تشكل جزر فرسان أرخبيلاً من الجزر المتناثــرة تصل إلى 90 جـزيرة تقع في الطــرف الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر
يصل طول شواطئ جــزر فرســان حوالي 300 كيلومتراً
إن الدول التي بسطت نفوذها على فرسان قبل حكم الأتراك من الحكام أو القضاة الذين كانوا يسيرون دفة الأمور فيها فإننا لم نعرف شيئاً عن مشائخها، وكل ما أمكن الوصول إليه هو ما رواه الشيخ عثمان محمد موسى عقيلي عن الشيخ عثـمـان عبـاس ( جـد بني عباس الموجودين حـاليـاً
بفرسان ) وأن هذا الشيخ كان بينه وبين الأشراف ثأر وقد تمكنوا من التغلب عليه وأخذوه أسيراً إلى قلعة في جزيرة ( كمران ) اليمنية حالياً وقتلوه هناك، وبعد مقتله انتقلت مشيخة الشمل في هذه الجزر إلى ( بني سيفين ) الذين
كان أولهم الشيخ إبراهيم سيفين ثـم انتقلت المشيخة بعد وفاته وأعـقـبـه بعد ذلك مشائخ منهم الشيخ عمر شعراوي، عبدالقادر سيفين، محمد عمر شعراوي، حسين حسن مقبول، الشيخ محمد أحمد عقيلي، وبعدهم جميعاً عُيِّن الشيخ محمد
هادي حـسن الراجحي " أمد الله في عمره ".
جبل لقمان - كما يسميه الأهالي – الواقع في الجنوب الشرقي من الموقع المأهول بالسكان في جزيرة فرسان وعلى بعد عشرة أكيال منها ، وثلاثة أكيال من قرية القصار اسم لا يعرف سببه وهو عبارة عن حجارة ضخمة متهدمة تدل على أنها أنقاض قلعة قديمة بنيت على مرتفع يطل على
السواحل الشرقية والجنوبية والغربية للجزيرة وتطل على أنقاض تقع في الجنوب منها على بعد كيلين تقريباً تدل على أن قريتين كانتا موجودتين بالقرب منها.
وهي لعبــة جماعية شعبية تتميز بإيقاعها العنيف وسهولة أدائهــا لــحناً ورقصـــاً وألحانهـــا قـد يصل إلى ثمانية أنواع، والأغنية الواحــدة تتكون من مـقطعين كـل مقطع ثلاثة أبيات يغنى الشــاعر المقطع الأول لــكي يحفظه المشــاركون في الرقصــة، ويرددونه أثناء
أدائهــا، أما المقطع الثــاني فـيردده الشــاعر فقط بعد سكــوت اللاعبيـــن.
أصل الفرسانيين يعود إلى عمران بن عمرو ابن عوف بن عمران بن سيحان بن عمرو بن الحارث بن عوف بن جشم بن بكر بن حبيب ابن عـمـر بن غنم بن تغلب الذي قـدم من جـبل بالشـام يسـمى (فرسان) وســميت هذه الجزيرة باسم ذلك الجبل، بالإضـافـة إلى هذا كله نقـول إن هــذه الجـزر
لا تخلو من علم، وإن كـان التاريخ لم يحفظ لنا أناساً برزوا وسـاهـمـوا بعلومـهم.
مــن عجائب المباني الموجودة هــي منطقة ( غَرين ) التي يبلغ حجم الحجر الواحد منها حوالي ۲٥ × ۱۰۰ متراً أو أكثر، كما يزن عدة أطنان وفي موضع آخر يدعى (القريا) توجد به آثار مشابهة أبرز ما فيها الأسرة المصنوعة من الحجارة وبقايا غرف لا يزيد الضلع الواحد من
أضلاعها عن حجرين منحوتين بشكل هندسي.
“ أنا ابن جزيرة فرسان، وأعتقد أن هذه الجزيرة قد استطاعت أن تكسر عزلة البحر، وأصبح الآخرون يعرفون أنها بحكم موقعها الجغرافي داخل البحر قد اكتسبت خصوصيات جعلت أهلها يختلفون في بعض نماذج حياتهم عمن سواهم، في عاداتهم وتقاليدهم ومواسمه وموروثهم الشعبي، بل حتى في غنائهم وألحانهم ومناجاتهم لغائبيهم من فلذات أكبادهم في مجاهل البحر وأخطاره، بمعنى أن هذه الطبيعة قد أكسبتهم رهافة حس ورقة ”
“ أنا أعارض من يقول: إنه ليس في بلادنا مناطق تصلح أن تكون سياحية.. إن فيها الكثير من المناطق التي لو أعطيناها قليلاً من الاهتمام وقليلاً من البذل.. ولو أعددنا لها البرامج الإعلامية والأفلام السينمائية لجلبنا إليها الكثير من السياح والباحثين عن الراحة والاسـتـجـمـام.. وفرسان.. أو الجزر النائمة في أحضان البحر الأحمر مثل بسيط وبسيط جداً لما أعنيه.. هذه الجزر التي شهدت مجداً قديماً غابراً.”